الترشيد وأداء الحقوق

أخذنى التفكير ضمن سلوكياتنا والتى يجب ان نراجع فيها أنفسنا وتصحيحها والتى قد نغفل عنها فى بعض الاحيان هو الترشيد فى أمورنا كلها سواء من انفاق المال أو استهلاك الطعام أو المياه أو مقتنياتنا أوشراء مستلزماتنا والتى قد نجد احيانا اننا لا نحتاج اليها اصلا وربما تكون رغبة فقط فى التملك وهذا يرجع من وجهة نظرى أن البعض منا لم يتعلم تدبير الشئون او كيفية الانفاق وكيف يكون فى موضعه وكذلك الاولويات.. والصبر فى الحصول على مراداتنا وغفل عنا أننا سنسأل ضمن ما نسأل عنه المال من أين اكتسب وفيما انفق .. وكذلك نعم الله ومنها المأكل والمشرب والملبس وهل صُنا النعمة وادينا شكرها ام اسأنا استخدامها والتبطر على النعمة قد يؤدى الى زوالها.

ولو قرأنا فى كتاب الله فى سورة الاسراء آيه 26/27 بسم الله الرحمن الرحيم ( وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا(26) إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا(27) وكذلك آية 29/30 ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا(29) إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا(30) ولو تفكرنا قليلا لنجد أن ما ينال الانسان فى جزء من حياته ما لبس فابلى وما أكل فافنى وما تصدق فابقى وان ماتبقى ربما يكون لورثتك .. فلنطب طعامنا وشرابنا وملبسنا وصدقاتنا بما يحب ربنا ويرضى ولنؤدى شكرها.

فقد نجد البعض يشترى اشياء ويتصور انه فى حاجة اليها وفور امتلاكها وراى شىء آخر ربما يكون افيد يندم ويقول ليتنى معى لاشتريها وخاصة بعض مقتنيات هذا العصر ومنها الموبيلات وسوء استخدامها وغيرها من الاشياء وايضا من يأكل مثلا سندويتش ويرمى نعمة الله ولا يكملها هلا سألت نفسك يامن تفعل ذلك فربما رميت البركة ولم تحل عليك فمن صان نعمة الله ادامها عليه ومن فرط فيها ربما ازالها من وجهه .. واننا مطالبين بالترشيد حتى فى الوضوء فالكثير منا يفتح الحنفية بلا حساب لقطرةالمياه التى ربما آخرين لايجدوها أصلا.

وبطريقة اقتصادية وتجربة فعلية لو تعلم كل منا سواء طفل او شاب او ربة منزل او عامل او كل فى عملهأن يقسم دخله على ثلاث.. ثلث يدخره لحين الحاجة اليه وثلث ثان لمتطلباته وتحديد اوليات احتياجاته وثلث ثالث لله.. سواء الاقرباء او الصدقات او عمل الخير وماشابه لاحسن ببركة وزياده ..فهلا راجعنا انفسنا فى طرق انفاقنا واستهلاكاتنا فى امورحياتنا اليومية ولتعلم الاولويات فليحاول كل منا تدوين احتياجاته كلها وترقيمها وتحديد الاهم منها ليحسن الانفاق فى محله ويقسمها على مدار الايام والشهور ومرة على مرة سيتعلم تدبير شئون حياته سواء صغير أم كبيركل على قدر دخله ولا تحمل نفسك ما لا تطيق فالله هو الرزاق ولكن كل بميقات وقدر ومقدار ولحكمة يعلمها هو.. وفقنا واياكم والهمنا سبل الرشاد.