علاج الهم (الجزء الأول)

علاج الهم (الجزء الأول)

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
أحبائي الكرام حياكم الله
أسأل الله ان يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم
يدور الحوار في لقاء اليوم حول علاج الهموم ، كيف أخرج من هم ملأ صدري؟ هل سأظل أقول أنا مهموم أنا مكروب بلا فائدة أم أن هناك حل؟ الشيطان قد يسول لك أنه لا يوجد حل وذلك حتي يوقعك في الحرام ،علماء النفس يقولون أن لو عندك مشكلة واستسلمت للهم فإن الهم سيزداد ،أسأل الله عز وجل أن يفرج هم كل مهموم وكرب كل مكروب

أمثلة لأصحاب الهموم

الأمثلة علي ذلك كثيرة فهناك من يحمل الهم لديْن أو لفقر أو لتهمة زور أو لذنب أو لسوء طباع الزوج أو الزوجة أو لقطيعة الرحم أو لوفاة عزيز أو لخسارة التجارة أو للخوف من المستقبل ، هناك هموم سامية مثل الهم الذي يحمله وليّ الأمر التقيّ
لانشغاله برعيته ، وهم العالِم الذي يريد أن يخترع شيء ينفع الناس ، والهم الذي
يحمله الداعية خاصة عند وجود أمور تحتاج إلي بحث في بطون الكتب، كما تجده مهموماً
إذا رأي ما لا يرضي الله.

كيف تخرج من الهم والغم؟

1- التسلح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح
المعاصي سبب من أسباب الهموم، والإيمان هو "ما وقر في القلب وصدقه العمل"،وهو ينقص بالمعاصي ويزداد بالطاعات، تسلح بالتقوي التي من أجمل ما ورد في تعريفها قول طلحة بن حبيب:"إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوي، قالوا:وما التقوي؟ قال: أن تعمل بطاعة الله علي نور من الله ترجو ثواب الله،وأن تترك معصية الله بنور من الله تخشي عقاب الله "
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
إذاً من تسلح بالإيمان والتقوي فالله يحييه حياة طيبة في الدنيا ،وفي الآخرة يجزيه أجره بأحسن ما كان يعمل
توضأ وصلي ،أخرج صدقات توجه إلي الله بالدعاء ليفرج همك.لا تطلب الفرج بمعصية الله لا تقل لم يكن أمامي مخرج إلا هذا لا تجعل الهم شماعة تعلق عليها وقوعك في الحرام ،فلا تقترض بالربا مثلاً أو تأخذ رشوة أو تقع في الزنا والمحرمات ،الشيطان يسول لك ذلك ،فقد يأتي لمن تأخرت في الزواج ويقول لها لن تتزوجي إلا إذا تبرجتي لتلفتي نظر الشباب وتجدي زوج،إذا اشتد عليكي البلاء إلجأي إلي الله سبحانه وتعالي.

2- معرفة الفوائد العائدة من هذا الهم
كتكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ،وتقوية العزيمة وتصحيح الإيمان
النبي عليه الصلاة والسلام يقول :" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب و لا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه " صحيح البخاري
اعلم أن أي حُزن أو مشكلة أو تعب أو مرض أو ظلم أو أذي أو حتي لو جرحت جرح صغير فالله يرفع به درجتك ويكفر ذنوبك، فلا تعتقد أن الله يكرهك لأنه يضيق عليك وإنما العكس صحيح فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:"إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا،وإذا أراد الله بعبد شراً أمسك عنه حتي يوافَي يوم القيامة بذنبه" الحديث عند الإمام الترمذي.

3- معرفة حقيقة الدنيا
ما هي مُتع الدنيا؟ زوج أو زوجة،أولاد، مال ،أكل،شرب،سيارةحدث موديل،شقة كبيرة؟
انظر لحديث النبي عليه الصلاة والسلام إذ يقول:"موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "متفق عليه عند البخاري
ومسلم.
السوط هو العصا ، فلو حصلت علي كل نعم الدنيا اعلم أنها في الآخرة لا تساو ي شيء وموضع سوط في الجنة سيكون أفضل منها. الدنيا خداع فلا تدعها تخدعك {وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
لماذا تحمل هم الدنيا؟ لا تُحمّل نفسك ما لا طاقة لك به الله سبحانه وتعالي يقول : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }التكاثر1
لم يقل ألهاكم الرزق لأن الرزق مضمون وهو سبحانه وتعالي كفله لنا إنما قال ألهاكم التكاثر لأن الإنسان يحمل دائماً هم التكاثر.
عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري كان يحدث أن النبي عليه الصلاة والسلام مُرّ عليه بجنازة فقال :"مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح؟ وما المستراح منه؟ قال : العبد المؤمن إذا مات استراح من نصب الدنيا وأذاها إلي رحمة الله ، والمستراح منه العبد الفاجر إذا مات استراح منه العباد والبلاد والشجر والدواب"صحيح البخاري.

4- ابتغاء الأسوة في الرسل
منهم من ابتلاه الله في جسده كأيوب ،ومن ابتلاه في أبنائه كيعقوب ، ومن ابتلاه في قومه كنبينا عليه الصلاة والسلام لقد عادوه وآذوه
وطردوه من بلده ، عاداه أقرب الناس إليه حتي عمه كان يمشي ورائه في الأسواق ويقول: إنه كذاب. ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يصبر ويرضي بقضاء الله.{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ }يوسف111
وكلما كان دينك قوي كان البلاء عليك قوي واعلم أن الله يدخر لك الخير في الآخرة
سأل سعد النبي صلي الله عليه وسلم وقال:" يا رسول الله أي الناس أشد بلاءاً؟ فقال النبي : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويُبتلي الرجل علي حسب دينه فإذا كان دينه صلباً قوي زِيد له في البلاء وإذا كان في دينه رقة (ضعف) ابتلي علي حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتي يتركه يمشي علي الأرض ما عليه خطيئة" الحديث عند الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح

5- ذكر الموت
لا نقصد بذكر الموت أن تتوقف الحياة ولكن كلما اشتد عليك الهم والبلاء تذكر الموت تذكر الحياة الحقيقية وما أعده الله للطائعين
الذين سلموا لقضاء الله قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه" الحديث صححه الشيخ الألباني وهو في صحيح الجامع

النبي عليه الصلاة والسلام يقول:"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " الحديث في صحيح الإمام مسلم.
يعني إن كان المؤمن في نعم أو تيسير أو ستر من الله وليس عنده بلاء هذا فضل من الله ولكن عليه أن يشكر الله { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}إبراهيم7 ، وإن أصابته هموم أو غموم يصبر ويرضي بقضاء الله وكلا الحالين خير له
هل تظن أن الحياة خالية من الهموم؟ هذه سنة الله في الكون انظر لقول الله عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2 ) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(3) }العنكبوت
من أي الفريقين تريد أن تكون من الفريق الصابر الراضي بقضاء الله أم تكون من الفريق الآخر؟
نقف عند هذا الحد ونستكمل في المرة القادمة بإذن اله
أترككم في رعاية الله وأمنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع: عن الهم الخميس 12 يناير 2012, 7:51 am

يقول الله فى كتابه الكريم فى سورة لقمان آية 17

بسم الله الرحمن الرحيم

يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) صدق الله العظيم)

.كل فى اختبارات وان تفاوتت المواقع والازمنة والمواضيع والله يعين كل على ذلك ويعفينا ويعفوا عنا جميعا

» علاج الهم (الجزء الثاني)
» علاج الهموم(1)
» علاج الهموم(3)
» علاج الهموم(4)
» علاج الهموم(2)